منتدى وردة الجوري للعلاج بالطاقة والتنمية البشرية
مرحبـا بك عزيزي
كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية
التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد
منتدى وردة الجوري للعلاج بالطاقة والتنمية البشرية
مرحبـا بك عزيزي
كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية
التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد
منتدى وردة الجوري للعلاج بالطاقة والتنمية البشرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى وردة الجوري للعلاج بالطاقة والتنمية البشرية

العلاج بالطاقة الموحودة في الكون وشحنها والتنمية البشرية وتفسير الأحلام حصريا في المنتدى بادارة الشيخة جورية للاجابة على استفساراتك اﻻتصال على رقم الشيخة جورية 009647709824583 او 00962795172409
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
انتباه انتباااااااااااه ???? للأعضاء الكرام ???? ???? ???? الرائعين معنا أهلا وسهلا
سيكون هناك جلسات عبر قناتنا في التليكرام والاحتساب والانستغرام وحسب الروابط المذكورة أدناه
https://t.me/joriaflower على التليكرام

انتباه انتباااااااااااه ???? للأعضاء الكرام ???? ???? ???? الرائعين معنا أهلا وسهلا



جلسات مجانية
الية عمل الجلسة:

الرجاء الوضوء وسجدة لله ومن ثم الجلوس بعدها لمدة ٥دقايق وفي حال وجود عذر شرعي فقط الوضوء وتسبيح بطرف الإبهام على بقية اطراف الاصابع بصمت


الاسم والبلد ✍

كأس الماء ???? او صورة كتاب او منهج دراسة ، عطر ادوية او زيوت دهان او للاكل

والتقرير الصوتيه الرجاء حتا يكون رد طاقي عظيم كون فيكون
بأذن الله على قناة العلاج النوراني على التلكرام

https://t.me/joriaflower

ويمكنكم الانضمام لمجموعة الشحن الخاصة بالقناة لارسال صور الماء الزيوت والحبوب وكحل العين فقط لشحن الجمال على رابط هذه المجموعة
https://t.me/joriaflower2
المواضيع الأخيرة
» بطاطا مقلية بشكل جديد يا حلوين
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyاليوم في 9:05 pm من طرف ام محمد

» علاج الام الراس بالاعشاب
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyاليوم في 9:00 pm من طرف ام محمد

» اسرار اسماء الله الحسنى
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyاليوم في 8:56 pm من طرف ام محمد

» مجربات وفوائد روحانيه من القرأن الكريم
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyاليوم في 8:52 pm من طرف ام محمد

» كيف نقضي على الأرق؟
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyاليوم في 8:50 pm من طرف ام محمد

» اسرار هذه الايات
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyاليوم في 8:48 pm من طرف ام محمد

» علاج ضغط الدم علاج فعال
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023, 3:18 pm من طرف ام محمد

» 16طريقة تجلب بها البركة لمنزلك .
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت 28 أكتوبر 2023, 5:58 am من طرف ام محمد

» دواء طبيعي فعال ضد الخلايا السرطانية
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023, 8:39 pm من طرف ام محمد

»  دواء الذنــــــوب ..!!
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023, 8:38 pm من طرف ام محمد

» علاج الجلوكوما ؟
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023, 8:36 pm من طرف ام محمد

» العلاج في الورقه
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023, 8:34 pm من طرف ام محمد

» أسباب نزول سورة الواقعة؟
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023, 8:24 pm من طرف ام محمد

» آيات لمن يشعر بثقل في الرجلين
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 21 أبريل 2023, 7:36 pm من طرف ام محمد

» حقيقة التناكح بين الإنس والجن مهم جدا
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 04 ديسمبر 2022, 6:43 am من طرف ام محمد

» روائع سورة يس
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 20 سبتمبر 2022, 3:01 pm من طرف ام محمد

» من اراد ان يكف ظالم عنه
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 11 يناير 2022, 2:40 pm من طرف ام محمد

» #سمكة- لتسهيل- الرزق-
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين 26 يوليو 2021, 5:06 pm من طرف الشيخة جورية

» اسرار كهيعص وحمعسق والايات الخمس
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين 07 يونيو 2021, 3:54 pm من طرف زائر

» تفسير حلم العد
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 08 أبريل 2021, 8:30 pm من طرف الشيخة جورية

» إعلان_ شهر الفضيلة رمضان المعظم_
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 31 مارس 2021, 3:07 pm من طرف الشيخة جورية

» دعاء الحاجة
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 05 مارس 2021, 3:37 pm من طرف الشيخة جورية

» احكام الدبح و الاضحية هام
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 1:42 am من طرف الشيخة جورية

» الدعاء عند ذبح الاضحية
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 1:27 am من طرف الشيخة جورية

» يوم عرفة و فضائله
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 29 يوليو 2020, 7:38 pm من طرف dalida

»  أدعية يوم عرفة
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 29 يوليو 2020, 7:30 pm من طرف dalida

» أذكار للمبتدئين في العلوم الروحانية 4
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 29 يوليو 2020, 7:24 pm من طرف الشيخة جورية

» هل يجوز للحائض قراءة كتب الأدعية يوم عرفة على الرغم من أن بها آيات قرآنية ؟
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 29 يوليو 2020, 7:21 pm من طرف dalida

» صيام يوم عرفة يباعد وجه صاحبه عن النار
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 28 يوليو 2020, 12:03 am من طرف ثراء

» اكلات اللحم المختلفة لعيد الاضحى المبارك
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين 27 يوليو 2020, 11:29 pm من طرف ثراء

» الزار 2
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين 27 يوليو 2020, 11:25 pm من طرف ثراء

» قيم عيد الاضحى
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 24 يوليو 2020, 9:15 pm من طرف بسمة

» ما يستحب من اعمال في هذه الأيام العشر من دي الحجة
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 24 يوليو 2020, 9:12 pm من طرف بسمة

» **فضل أيام عشر ذي الحجة *
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 24 يوليو 2020, 8:47 pm من طرف بسمة

» عالم الجن
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 23 يوليو 2020, 7:14 pm من طرف الشيخة جورية

»  اسئلة واجوبة فى الحج والعمرة
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 23 يوليو 2020, 7:11 pm من طرف الشيخة جورية

» المس خطوة خطوة وتوضيح
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:41 pm من طرف zozaia

» دعاء عجيب به ترزق اشياء لا يمكن ان تتخيلها
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس 14 مايو 2020, 11:22 pm من طرف Haidar

» سوره الدخان
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 05 يناير 2020, 2:08 am من طرف RoRo 2012

» دعاء حزب البحر
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 05 يناير 2020, 2:06 am من طرف RoRo 2012

» حوار مع الشيطان
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 1:17 pm من طرف ام محمد

» من اقوال عمر بن الخطاب
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 1:16 pm من طرف ام محمد

» ( من اقوال الشافعي رحمه الله )
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 1:14 pm من طرف ام محمد

» خديجه بنت خويلد رضي الله عنها
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 1:12 pm من طرف ام محمد

» أسماء لسور القران
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 1:09 pm من طرف ام محمد

» لايجاد الاشياء الضائعة
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 1:06 pm من طرف ام محمد

» سورة الضحى
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 01 ديسمبر 2019, 5:49 pm من طرف ام محمد

» خلطة بخور سريه
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 01 ديسمبر 2019, 5:30 pm من طرف ام محمد

» كيفية حضور أو رؤية الروحاني
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 01 ديسمبر 2019, 5:28 pm من طرف ام محمد

» الجــــــــــــــــن الطبيــــــــــــــــــب
هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 01 ديسمبر 2019, 5:27 pm من طرف ام محمد

المواضيع الأكثر نشاطاً
اقرأها وانظر مالذي سيحدث لك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دعاء عجيب للتيسير و مجيء الخير من كل مكان
مفاتيح الجنان
الحرف الأول من إسمك له أسرار يمكن ما تعرفها
ماهي الروحانيات و ما علاقتها بالجان
يامن ضاقتبه الدنيا ويبحث عن السعاده
ما لا تعلمه عن نواة التمر
دعاء يجعلك تحفظ كل ماتسمع وتقرأ
اسرار اية الكرسي
دعاء للمذاكرة ولطلبة العلم
المواضيع الأكثر شعبية
اسرار كهيعص وحمعسق والايات الخمس
ايات لاظهار الحق
مجربات وفوائد روحانيه من القرأن الكريم
مفاتيح الجنان
اسرار اسماء الله الحسنى
دعاء عجيب للتيسير و مجيء الخير من كل مكان
فوائد باستخدام اسماء الله الحسنى
اقرأها وانظر مالذي سيحدث لك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علاج الام الراس بالاعشاب
دعاء للتخلص من العين و التابعة
سحابة الكلمات الدلالية
الاسراء العهود الاضحية عرفة عقد الاشياء غريبة اختبار الدار التابعة السليمانية مولد الاضحى والمعراج حذاء لايجاد فلانتاين مريم الحيض الحجة ظالم لسان شعبان الميلادية ضائعه تفريق
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
وردة
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
سنفورة
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
أروى
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
الشيخة جورية
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
نورة
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
مصراوية 111
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
غريبة الدار
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
hiba.droit
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
لولو
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
rimah tomas
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
ام محمد
هديه صلى الله عليه وسلم Vote_rcap1هديه صلى الله عليه وسلم Voting_bar1هديه صلى الله عليه وسلم Vote_lcap1 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى وردة الجوري للعلوم الروحانيةعلى موقع حفظ الصفحات وعلى صفحتنا في الفيس بوك ب اسم منتدى وردة الجوري للعلوم الروحانية

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى وردة الجوري للعلاج بالطاقة والتنمية البشرية على موقع حفض الصفحات
Like/Tweet/+1
انقر على اي زر لنشر وردة الجوري
للعلوم الروحانية في محركات البحث


 

 هديه صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
+3
مصراوية 111
rimah tomas
hiba.droit
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hiba.droit
صاحب الحضور
hiba.droit


هديه صلى الله عليه وسلم *******

انثى

الكلب
عدد المساهمات : 3138
نقاط : 5112
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 04 أبريل 2012, 11:59 pm






في هديه صلى
الله عليه وسلم في علاج ذات الجنب




روى الترمذي في
جامعه من حديث زيد بن أرقم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت " .



وذات الجنب عند الأطباء
نوعان : حقيقي وغير حقيقي . فالحقيقي : ورم حار يعرض في نواحي الجنب في
الغشاء المستبطن للأضلاع . وغير الحقيقى : ألم يشبهه يعرض في نواحي
الجنب عن رياح غليظة مؤذية تحتقن بين الصفاقات ، فتحدث وجعاً قريباً من
وجع ذات الجنب الحقيقي ، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود ، وفي
الحقيقي ناخس .






قال صاحب القانون
: قد يعرض في الجنب ، والصفاقات ، والعضل التي في الصدر ، والأضلاع ،
ونواحيها أورام مؤذية جداً موجعة ، تسمى شوصة وبرساماً ، وذات الجنب .
وقد تكون أيضاً أوجاعاً في هذه الأعضاء ليست من ورم ، ولكن من رياح
غليظة، فيظن أنها من هذه العلة ، ولا تكون منها . قال : واعلم أن كل
وجع في الجنب قد يسمى ذات الجنب اشتقاقاً من مكان الألم ، لأن



معنى ذات الجنب صاحبة
الجنب ، والغرض به ها هنا وجع الجنب ، فإذا عرض في الجنب ألم عن أي سبب
كان نسب إليه ، وعليه حمل كلام بقراط في قوله : إن أصحاب ذات الجنب
ينتفعون بالحمام . قيل : المراد به كل من به وجع جنب ، أو وجع رئة من
سوء مزاج ، أو من أخلاط غليظة ، أو لذاعة من غير ورم ولا حمى .






قال بعض الأطباء : وأما
معنى ذات الجنب في لغة اليونان ، فهو ورم الجنب الحار ، وكذلك ورم كل
واحد من الأعضاء الباطنة ، وإنما سمي ذات الجنب ورم ذلك العضو إذا كان
ورماً حاراً فقط .






ويلزم ذات الجنب
الحقيقي خمسة أعراض : وهي الحمى والسعال ، والوجع الناخس ، وضيق النفس
، والنبض المنشاري .



والعلاج الموجود في
الحديث ، ليس هو لهذا القسم ، لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح
الغليظة ، فإن القسط البحري - وهو العود الهندي على ما جاء مفسراً في
أحاديث أخر - صنف من القسط إذا دق دقاً ناعماً ، وخلط بالزيت المسخن ،
ودلك به مكان الريح المذكور ، أو لعق ، كان دواء موافقاً لذلك ، نافعاً
له ، محللاً لمادته ، مذهباً لها ، مقوياً للأعضاء الباطنة ، مفتحاً
للسدد ، والعود المذكور في منافعه كذلك .



قال المسبحي : العود :
حار يابس ، قابض يحبس البطن ، ويقوي الأعضاء الباطنة ، ويطرد الريح ،
ويفتح السدد ، نافع من ذات الجنب ، ويذهب فضل الرطوبة ، والعود المذكور
جيد للدماغ . قال : ويجوز أن ينفع القسط من ذات الجنب الحقيقية أيضاً
إذا كان حدوثها عن مادة بلغمية لا سيما في وقت انحطاط العلة ، والله
أعلم .






وذات الجنب : من
الأمراض الخطرة ، وفي الحديث الصحيح : عن أم سلمة ، أنها قالت : بدأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضه في بيت ميمونة ، وكان كلما خف عليه
، خرج وصلى بالناس ، وكان كلما وجد ثقلاً قال : " مروا أبا بكر فليصل
بالناس " ، واشتد شكواه حتى غمر عليه من شدة الوجع ، فاجتمع عنده نساؤه
، وعمه العباس ، وأم الفضل بنت الحارث وأسماء بنت عميس ،
فتشاوروا في لده ، فلدوه وهو مغمور ، فلما أفاق قال : " من فعل بي هذا
، هذا من عمل نساء جئن من ها هنا ، وأشار بيده إلى أرض الحبشة ، وكانت
أم سلمة وأسماء لدتاه ، فقالوا : يا رسول الله ! خشينا أن يكون بك ذات
الجنب . قال : فبم لددتموني ؟ قالوا : بالعود الهندي
، وشئ من ورس ، وقطرات من زيت . فقال : ما كان الله ليقذفني بذلك
الداء ، ثم قال : عزمت عليكم أن لا يبقى في البيت أحد إلا
لد إلا عمي العباس " .



وفي الصحيحين
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : لددنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فأشار أن لا تلدوني ، فقلنا : كراهية المريض للدواء ،
فلما أفاق قال : " ألم أنهكم أن تلدوني ، لا يبقى منكم أحد إلا لد غير
عمي العباس ، فإنه لم يشهدكم " .



قال أبو عبيد عن
الأصمعي : اللدود : ما يسقى الإنسان في أحد شقي الفم ، أخذ من لديدي
الوادي ، وهما جانباه . وأما الوجور : فهو في وسط الفم .






قلت : واللدود - بالفتح
: - هو الدواء الذي يلد به . والسعوط : ما أدخل من أنفه .



وفي هذا الحديث من
الفقه معاقبة الجاني بمثل ما فعل سواء ، إذا لم يكن فعله محرماً لحق
الله ، وهذا هو الصواب المقطوع به لبضعة عشر دليلاً قد ذكرناها في موضع
آخر ، وهو منصوص أحمد وهو ثابت عن الخلفاء الراشدين ، وترجمة المسألة
بالقصاص في اللطمة والضربة ، وفيها عدة أحاديث لا معارض لها البتة ،
فيتعين القول بها .









فصل





في هديه
صلى الله عليه وسلم في علاج الصداع والشقيقة




روى ابن ماجه في
سننه حديثاً في صحته نظر : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
صدع ، غلف رأسه بالحناء ، ويقول : " إنه نافع بإذن الله من
الصداع " .



والصداع : ألم في بعض
أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة
، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً ، يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة
السلاح التي تشتمل على الرأس كله ، وربما كان في مؤخر الرأس أو في
مقدمه .



وأنواعه كثيرة ،
وأسبابه مختلفة . وحقيقة الصداع سخونة الرأس ، واحتماؤه لما دار فيه من
البخار يطلب النفوذ من الرأس ، فلا يجد منفذاً فيصدعه كما يصدع الوعي
إذا حمي ما فيه وطلب النفوذ ، فكل شئ رطب إذا حمي ، طلب مكاناً أوسع من
مكانه الذي كان فيه ، فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه
التفشي والتحلل ، وجال في الرأس ، سمي السدر .






والصداع يكون عن أسباب
عديدة :



أحدها : من غلبة واحد
من الطبائع الأربعة .



والخامس : يكون من قروح
تكون في المعدة ، فيألم الرأس لذلك الورم لاتصال العصب المنحدر من
الرأس بالمعدة .



والسادس : من ريح غليظة
تكون في المعدة ، فتصعد إلى الرأس فتصدعه .



والسابع : يكون من ورم
في عروق المعدة ، فيألم الرأس بألم المعدة للإتصال الذي بينهما .



والثامن : صداع يحصل عن
امتلاء المعدة من الطعام ، ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئاً ، فيصدع الرأس
ويثقله .



والتاسع : يعرض بعد
الجماع لتخلخل الجسم ، فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره .



والعاشر : صداع يحصل
بعد القئ والإستفراغ ، إما لغلبة اليبس ، وإما لتصاعد الأبخرة من
المعدة إليه .



والحادي عشر : صداع
يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء .



والثاني عشر : ما يعرض
عن شدة البرد ، وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها .



والثالث عشر : ما يحدث
من السهر وعدم النوم .



والرابع عشر : ما يحدث
من ضغط الرأس وحمل الشئ الثقيل عليه .



والخامس عشر : ما يحدث
من كثرة الكلام ، فتضعف قوة الدماغ لأجله .



والسادس عشر : ما يحدث
من كثرة الحركة والرياضة المفرطة .



والسابع عشر : ما يحدث
من الأعراض النفسانية ، كالهموم ، والغموم ، والأحزان ، والوساوس ،
والأفكار الرديئة .



والثامن عشر : ما يحدث
من شدة الجوع ، فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه ، فتكثر وتتصاعد إلى
الدماغ فتؤلمه .



والتاسع عشر : ما يحدث
عن ورم في صفاق الدماغ ، ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه .



والعشرون : ما يحدث
بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم ، والله أعلم .






فصل


وسبب صداع الشقيقة مادة
في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها ، أو مرتقية إليها ، فيقبلها الجانب
الأضعف من جانبيه ، وتلك المادة إما بخارية ، وإما أخلاط حارة أو باردة
، وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين ، وخاصة في الدموي . وإذا ضبطت
بالعصائب ، ومنعت من الضربان ، سكن الوجع .



وقد ذكر أبو نعيم في
كتاب الطب النبوي له : أن هذا النواع كان يصيب النبي صلى
الله عليه وسلم ، فيمكث اليوم واليومين ، ولا يخرج .



وفيه : عن ابن عباس قال
: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد عصب رأسه بعصابة .



وفي الصحيح
، أنه قال في مرض موته : " وارأساه " وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب
الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .









فصل


وعلاجه يختلف باختلاف
أنواعه وأسبابه ، فمنه ما علاجه بالإستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول
الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه بالضمادات ،
ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين ، ومنه ما علاجه بأن
يجتنب سماع الأصوات والحركات .



إذا عرف هذا ، فعلاج
الصداع في هذا الحديث بالحناء ، هو جزئي لا كلي ، وهو علاج نوع من
أنواعه ، فإن الصداع إذا كان من حرارة ملهبة ، ولم يكن من مادة يجب
استفراغها ، نفع فيه الحناء نفعاً ظاهراً ، وإذا دق وضمدت به الجبهة مع
الخل، سكن الصداع، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به ، سكنت أوجاعه ،
وهذا لا يختص بوجع الرأس ، بل يعم الأعضاء ، وفيه قبض تشد به الأعضاء ،
وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب ، سكنه .






وقد روى البخاري في
تاريخه وأبو داود في السنن أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما شكى إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له : " احتجم " ، ولا
شكى إليه وجعاً في رجليه إلا قال له : " اختضب بالحناء " .



وفي الترمذي : عن سلمى
أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان لا يصيب النبي صلى
الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء .






فصل


والحناء بارد في الأولى
، يابس في الثانية ، وقوة شجر الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة
اكتسبتها من جوهر فيها مائي ، حار باعتدال ، ومن قوة قابضة اكتسبتها من
جوهر فيها أرضي بارد .






ومن منافعه أنه محلل
نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به ، وينفع إذا مضغ
، من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرئ القلاع الحادث في أفواه
الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في
الجراحات فهل دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد
، ينفع من أوجاع الجنب .



ومن خواصه أنه إذا بدأ
الخدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن
يخرج فيها شئ منه ، وهذا صحيح مجرب لا شك فيه . وإذا جعل نوره بين طي
ثياب الصوف طيبها ، ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقه في ماء يغمره، ثم
عصر وشرب من صفوه أربعين يوماً كل يوم عشرون درهماً مع عشرة دراهم سكر
، ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير ، فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية
فيه عجيبة .



وحكي أن رجلاً تشققت
أظافير أصابع يده ، وأنه بذل لمن يبرئه مالاً ، فلم يجد ، فوصفت له
امرأة ، أن يشرب عشرة أيام حناء ، فلم يقدم عليه ، ثم نقعه بماء وشربه
، فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها .



والحناء إذا ألزمت به
الأظفار معجوناً حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام
الحارة التي ترشح ماء أصفر ، نفعها ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة
بليغة ، وهو ينبت الشعر ويقويه ، ويحسنه ، ويقوي الرأس ، وينفع من
النفاطات ، والبثور العارضة في الساقين والرجلين ، وسائر البدن .






فصل


في هديه صلى الله عليه
وسلم في معالجة المرضى بترك إعطائهم ما يكرهونه من الطعام والشراب ،
وأنهم لا يكرهون على تناولهما



روى الترمذي في
جامعه ، وابن ماجه ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب ،
فإن الله عز وجل يطعمهم ويسقيهم " .






قال بعض فضلاء الأطباء
: ما أغزر فوائد هذه الكلمة النبوية المشتملة على حكم إلهية ، لا سيما
للأطباء ، ولمن يعالج المرضى ، وذلك أن المريض إذا عاف الطعام أو
الشراب ، فذلك لاشتغال الطبيعة بمجاهدة المرض ، أو لسقوط شهوته ، أو
نقصانها لضعف الحرارة الغريزية أو خمودها ، وكيفما كان ، فلا يجوز
حينئذ إعطاء الغذاء في هذه الحالة .






واعلم أن الجوع إنا هو
طلب الأعضاء للغذاء لتخلف الطبيعة به عليها عوض ما يتحلل منها ، فتجذب
الأعضاء القصوى من الأعضاء الدنيا حتى ينتهي الجذب الى المعدة ، فيحس
الإنسان بالجوع ، فيطلب الغذاء ، وإذا وجد المرض ، اشتغلت الطبيعة
بمادته وإنضاجها وإخراجها عن طلب الغذاء ، أو الشراب ، فإذا أكره
المريض على استعمال شئ من ذلك ، تعطلت به الطبيعة عن فعلها ، واشتغلت
بهضمه وتدبيره عن إنضاج مادة المرض ودفعه ، فيكون ذلك سبباً لضرر
المريض ، ولا سيما في أوقات البحران ، أو ضعف الحار الغريزي أو خموده ،
فيكون ذلك زيادة في البلية ، وتعجيل النازلة المتوقعة ، ولا ينبغي أن
يستعمل في هذا الوقت والحال إلا ما يحفظ عليه قوته ويقويها من غير
استعمال مزعج للطبيعة البتة ، وذلك يكون بما لطف قوامه من الأشربة
والأغذية ، واعتدل مزاجه كشراب اللينوفر ، والتفاح ، والورد الطري ،
وما أشبه ذلك ، ومن الأغذية مرق الفراريج المعتدلة الطيبة فقط ، وإنعاش
قواه بالأراييح العطرة الموافقة ، والأخبار السارة ، فإن الطبيب خادم
الطبيعة ، ومعينها لا معيقها .






واعلم أن الدم الجيد هو
المغذي للبدن ، وأن البلغم دم فج قد نضج بعض النضج ، فإذا كان بعض
المرضى في بدنه بلغم كثير ، وعدم الغذاء ، عطفت الطبيعة عليه ، وطبخته
، وأنضجته ، وصيرته دماً ، وغذت به الأعضاء ، واكتفت به عما سواه ،
والطبيعة هي القوة التي وكلها الله سبحانه بتدبير البدن وحفظه وصحته ،
وحراسته مدة حياته .



واعلم أنه قد يحتاج في
الندرة إلى إجبار المريض على الطعام والشراب ، وذلك في الأمراض التي
يكون معها اختلاط العقل ، وعلى هذا فيكون الحديث من العام المخصوص ، أو
من المطلق الذي قد دل على تقييده دليل ، ومعنى الحديث : أن المريض قد
يعيش بلا غذاء أياماً لا يعيش الصحيح في مثلها .






وفي قوله صلى الله عليه
وسلم : " فإن الله يطعمهم ويسقيهم " معنى لطيف زائد على ما ذكره
الأطباء لا يعرفه إلا من له عناية بأحكام القلوب والأرواح ، وتأثيرها
في طبيعة البدن ، وانفعال الطبيعة عنها ، كما تنفعل هي كثيراً عن
الطبيعة ، ونحن نشير إليه إشارة ، فنقول : النفس إذا حصل لها ما يشغلها
من محبوب أو مكروه أو مخوف ، اشتغلت به عن طلب الغذاء والشراب ، فلا
تحس بجوع ولا عطش ، بل ولا حر ولا برد ، بل تشتغل به عن الإحساس المؤلم
الشديد الألم ، فلا تحس به ، وما من أحد إلا وقد وجد في نفسه ذلك أو
شيئاً منه ، وإذا اشتغلت النفس بما دهمها ، وورد عليها ، لم تحس بألم
الجوع ، فإن كان الوارد مفرحاً قوي التفريح ، قام لها مقام الغذاء ،
فشبعت به ، وانتعشت قواها ، وتضاعفت ، وجرت الدموية في الجسد حتى تظهر
في سطحه ، فيشرق وجهه ، وتظهر دمويته ، فإن الفرح يوجب انبساط دم القلب
، فينبعث في العروق ، فتمتلئ به ، فلا تطلب الأعضاء حظها من الغذاء
المعتاد لاشتغالها بما هو أحب إليها ، وإلى الطبيعة منه ، والطبيعة إذا
ظفرت بما تحب ، آثرته على ما هو دونه .






وإن كان الوارد مؤلماً
أو محزناً أو مخوفاً ، اشتغلت بمحاربته وققاومته ومدافعته عن طلب
الغذاء ، فهي في حال حربها في شغل عن طلب الطعام والشراب . فإن ظفرت في
هذا الحرب ، انتعشت قواها ، وأخلفت عليها نظير ما فاتها من قوة الطعام
والشراب وإن كانت مغلوبة مقهورة ، انحطت قواها بحسب ما حصل لها من ذلك
، وإن كانت الحرب بينها وبين هذا العدو سجالاً ، فالقوة تظهر تارة
وتختفي أخرى ، وبالجملة فالحرب بينهما على مثال الحرب الخارج بين
العدوين المتقاتلين ، والنصر للغالب ، والمغلوب إما قتيل ، وإما جريح ،
وإما أسير .



فالمريض : له مدد من
الله تعالى يغذيه به زائداً على ما ذكره الأطباء من تغذيته بالدم ،
وهذا المدد بحسب ضعفه وانكساره وانطراحه بين يدي ربه عز وجل ، فيحصل له
من ذلك ما يوجب له قرباً من ربه ، فإن العبد أقرب ما يكون من ربه إذا
انكسر قلبه ، ورحمة ربه عندئذ قريبة منه ، فإن كان ولياً له ، حصل له
من الأغذية القلبية ما تقوى به قوى طبيعته ، وتنتعش به قواه أعظم من
قوتها ، وانتعاشها بالأغذية البدنية ، وكلما قوي إيمانه وحبه لربه ،
وأنسه به ، وفرحه به ، وقوي يقينه بربه ، واشتد شوقه إليه ورضاه به
وعنه ، وجد في نفسه من هذه القوة ما لا يعبر عنه ، ولا يدركه وصف طبيب
، ولا يناله علمه .






ومن غلظ طبعه ، وكثفت
نفسه عن فهم هذا والتصديق به ، فلينظر حال كثير من عشاق الصور الذين قد
امتلأت قلوبهم بحب ما يعشقونه من صورة ، أو جاه ، أو مال ، أو علم ،
وقد شاهد الناس من هذا عجائب في أنفسهم وفي غيرهم .



وقد ثبت في
الصحيح : عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يواصل في الصيام
الأيام ذوات العدد ، وينهى أصحابه عن الوصال ويقول : " لست كهيئتكم إني
أظل يطعمني ربي ويسقيني " .



ومعلوم أن هذا الطعام
والشراب ليس هو الطعام الذي يأكله الإنسان بفمه ، وإلا لم يكن مواصلاً
، ولم يتحقق الفرق ، بل لم يكن صائماً ، فإنه قال : " أظل يطعمني ربي
ويسقيني " .



وأيضاً فإنه فرق بينه
وبينهم في نفس الوصال ، وأنه يقدر منه على ما لا يقدرون عليه ، فلو كان
يأكل ويشرب بفمه ، لم يقل لست كهيئتكم ، وإنما فهم هذا من الحديث من قل
نصيبه من غذاء الأرواح والقلوب ، وتأثيره في القوة وإنعاشها ،
واغتذائها به فوق تأثير الغذاء الجسماني ، والله الموفق .






فصل


ويجوز نفع التمر
المذكور في بعض السموم ، فيكون الحديث من العام المخصوص ، ويجوز نفعه
لخاصية تلك البلد ، وتلك التربة الخاصة من كل سم ، ولكن ها هنا أمر لا
بد من بيانه ، وهو أن من شرط انتفاع العليل بالدواء قبوله ، واعتقاد
النفع به ، فتقبله الطبيعة ، فتستعين به على دفع العلة ، حتى إن كثيراً
من المعالجات ينفع بالإعتقاد ، وحسن القبول ، وكمال التلقي ، وقد شاهد
الناس من ذلك عجائب ، وهذا لأن الطبيعة يشتد قبولها له ، وتفرح النفس
به ، فتنتعش القوة ، ويقوى سلطان الطبيعة ، وينبعث الحار الغريزي ،
فيساعد على دفع المؤذي ، وبالعكس يكون كثير من الأدوية نافعاً لتلك
العلة ، فيقطع عمله سوء اعتقاد العليل فيه ، وعدم أخذ الطبيعة له
بالقبول ، فلا يجدي عليها شيئاً . واعتبر هذا بأعظم الأدوية والأشفية ،
وأنفعها للقلوب والأبدان ، والمعاش والمعاد ، والدنيا والآخرة ، وهو
القرآن الذي هو شفاء من كل داء ، كيف لا ينفع القلوب التي لا تعتقد فيه
الشفاء والنفع ، بل لا يزيدها إلا مرضاً إلى مرضها ، وليس لشفاء القلوب
دواء قط أنفع من القرآن ، فإنه شفاؤها التام الكامل الذي لا يغادر فيها
سقماً إلا أبرأه ، ويحفظ عليها صحتها المطلقة ، ويحميها الحمية التامة
من كل مؤذ ومضر ، ومع هذا فإعراض أكثر القلوب عنه ، وعدم اعتقادها
الجازم الذي لا ريب فيه أنه كذلك ، وعدم استعماله ، والعدول عنه إلى
الأدوية التي ركبها بنو جنسها حال بينها وبين الشفاء به ، وغلبت
العوائد ، واشتد الإعراض ، وتمكنت العلل والأدواء المزمنة من القلوب ،
وتربى المرضى والاطباء على علاج بني جنسهم وما وضعه لهم شيوخهم ، ومن
يعظمونه ويحسنون به ظنونهم ، فعظم المصاب ، واستحكم الداء ، وتركبت
أمراض وعلل أعيا عليهم علاجها ، وكلما عالجوها بتلك العلاجات الحادثة
تفاقم أمرها ، وقويت ، ولسان الحال ينادي عليهم :



ومـــن العجــائب
والعجــائب جمة قـرب الشفاء وما
إليه وصول



كالعيس في البيداء
يقتلها الظما والماء فوق ظهورها
محمول












فصل


في هديه صلى الله عليه
وسلم في دفع ضرر الأغذية والفاكهة وإصلاحها بما يدفع ضررها ، ويقوي
نفعها



ثبت في الصحيحين
من حديث عبد الله بن جعفر ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأكل الرطب بالقثاء .



والرطب : حار رطب في
الثانية ، يقوي المعدة الباردة ، ويوافقها ، ويزيد في الباه ، ولكنه
سريع التعفن ، معطش معكر للدم ، مصدع مولد للسدد ، ووجع المثانة ، ومضر
بالأسنان ، والقثاء بارد رطب في الثانية ، مسكن للعطش ، منعش للقوى
بشمه لما فيه من العطرية ، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة ، وإذا جفف
بزره ، ودق واستحلب بالماء ، وشرب ، سكن العطش ، وأدر البول ، ونفع من
وجع المثانة . وإذا دق ونخل ، ودلك به الأسنان ، جلاها ، وإذا دق ورقه
وعمل منه ضماد مع الميبختج ، نفع من عضة الكلب الكلب .



وبالجملة : فهذا حار ،
وهذا بارد ، وفي كل منهما صلاح للآخر ، وإزالة لأكثر ضرره ، ومقاومة كل
كيفية بضدها ، ودفع سورتها بالأخرى ، وهذا أصل العلاج كله ، وهو أصل في
حفظ الصحة ، بل علم الطب كله يستفاد من هذا . وفي استعمال ذلك وأمثاله
في الأغذية والأدوية إصلاح لها وتعديل ، ودفع لما فيها من الكيفيات
المضرة لما يقابلها ، وفي ذلك عون على صحة البدن ، وقوته وخصبه ، قالت
عائشة رضي الله عنها : سمنوني بكل شئ ، فلم أسمن ، فسمنوني بالقثاء
والرطب ، فسمنت .



وبالجملة : فدفع ضرر
البارد بالحار ، والحار بالبارد ، والرطب باليابس ، واليابس بالرطب ،
وتعديل أحدهما بالآخر من أبلغ أنواع العلاجات ، وحفظ الصحة ، ونظير هذا
ما تقدم من أمره بالسنا والسنوت ، وهو العسل الذي فيه شئ من السمن يصلح
به السنا ، ويعدله ، فصلوات الله وسلامه على من بعث بعمارة القلوب
والأبدان ، وبمصالح الدنيا والآخرة .












فصل





في هديه صلى الله عليه
وسلم في الحمية




الدواء كله شيئان :
حمية وحفظ صحة . فإذا وقع التخليط ، احتيج إلى الإستفراغ الموافق ،
وكذلك مدار الطب كله على هذه القواعد الثلاثة . والحمية : حميتان :
حمية عما يجلب المرض ، وحمية عما يزيده ، فيقف على حاله ، فالأول
: حمية الأصحاء . والثانية : حمية المرضى ، فإن المريض إذا احتمى ، وقف
مرضه عن التزايد ، وأخذت القوى في دفعه . والأصل في الحمية قوله تعالى
: " وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم
النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا " [ النساء : 43 ، المائدة :
6 ] ، فحمى المريض من استعمال الماء ، لأنه يضره.






وفي سنن ابن ماجه
وغيره عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية ، قالت : " دخل علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعه علي ، وعلي ناقه من مرض ، ولنا دوالي معلقة ،
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها ، وقام علي يأكل منها ،
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي : إنك ناقة
حتى كف . قالت : وصنعت شعيراً وسلقاً ، فجئت به ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم لعلي : من هذا أصب ، فإنه أنفع لك " وفي لفظ فقال : "
من هذا فأصب ، فإنه أوفق لك " .






وفي سنن ابن ماجه
أيضاً عن صهيب قال : " قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه
خبز وتمر ، فقال : ادن فكل ، فأخذت تمراً فأكلت ،
فقال : أتأكل تمراً وبك رمد ؟ فقلت : يا رسول الله ! أمضع من
الناحية الأخرى ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم" .



وفي حديث محفوظ عنه صلى
الله عليه وسلم : " إن الله إذا أحب عبداً ، حماه من الدنيا ، كما يحمي
أحدكم مريضه عن الطعام والشراب " . وفي لفظ : " إن الله يحمي عبده
المؤمن من الدنيا " .






وأما الحديث الدائر على
ألسنة كثير من الناس : الحمية رأس الدواء ، والمعدة بيت الداء ،
وعودوا كل جسم ما اعتاد فهذا الحديث إنما هو من كلام الحارث بن
كلدة طبيب العرب ، ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله
غير واحد من أئمة الحديث . ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن
المعدة حوض البدن ، والعروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق
بالصحة ، وإذا سقمت المعدة ، صدرت العروق بالسقم " .



وقال الحارث : رأس الطب
الحمية ، والحمية عندهم للصحيح في المضرة بمنزلة التخليط للمريض
والناقه ، وأنفع ما تكون الحمية للناقه من المرض ، فإن طبيعته لم ترجع
بعد إلى قوتها ، والقوة الهاضمة ضعيفة ، والطبيعة قابلة ، والأعضاء
مستعدة ، فتخليطه يوجب انتكاسها ، وهو أصعب من ابتداء مرضه .



واعلم أن في رفع النبي
صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكل من الدوالي ، وهو ناقه أحسن التدبير
، فان الدوالي أقناء من الرطب تعلق في البيت للأكل بمنزلة عناقيد العنب
، والفاكهة تضر بالناقه من المرض لسرعة استحالتها ، وضعف الطبيعة عن
دفعها ، فإنها لم تتمكن بعد من قوتها ، وهي مشغولة بدفع آثار العلة ،
وإزالتها من البدن .






وفي الرطب خاصة نوع ثقل
على المعدة ، فتشتغل بمعالجته وإصلاحه عما هي بصدده من إزالة المرض
وآثاره ، فإما أن تقف تلك البقية ، وإما أن تتزايد ، فلما وضح بين يديه
السلق والشعير ، أمره أن يصيب منه ، فإنه من أنفع الأغذية للناقه ، فإن
في ماء الشعير من التبريد والتغذية ، والتلطيف والتليين ، وتقوية
الطبيعة ما هو أصلح للناقه ، ولا سيما إذا طبخ بأصول السلق ، فهذا من
أوفق الغذاء لمن في معدته ضعف ، ولا يتولد عنه من الأخلاط ما يخاف منه
.



وقال زيد بن أسلم : حمى
عمر رضي الله عنه مريضاً له ، حتى إنه من شدة ما حماه كان يمص النوى .



وبالجملة : فالحمية من
أنفع الأدوية قبل الداء ، فتمنع حصوله ، وإذا حصل ، فتمنع تزايده
وانتشاره .






فصل


ومما ينبغي أن يعلم أن
كثيراً مما يحمى عنه العليل والناقه والصحيح ، إذا اشتدت الشهوة إليه ،
ومالت إليه الطبيعة ، فتناول منه الشئ اليسير الذي لا تعجز الطبيعة عن
هضمه ، لم يضره تناوله ، بل ربما انتفع به ، فإن الطبيعة والمعدة
تتلقيانه بالقبول والمحبة، فيصلحان ما يخشى من ضرره ، وقد يكون أنفع من
تناول ما تكرهه الطبيعة ، وتدفعه من الدواء ، ولهذا أقر النبي صلى الله
عليه وسلم صهيباً وهو أرمد على تناول التمرات اليسيرة ، وعلم أنها لا
تضره ، ومن هذا ما يروى عن علي أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو أرمد ، وبين يدي النبي صلى الله عليه وسلم تمر يأكله ، فقال :
" يا علي ! تشتهيه ؟ ورمى إليه بتمرة ، ثم بأخرى حتى رمى إليه
سبعاً ، ثم قال : حسبك يا علي " .






ومن هذا ما رواه ابن
ماجه في سننه من حديث عكرمة ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى
الله عليه وسلم عاد رجلاً فقال له : " ما تشتهي ؟
فقال : أشتهي خبز بر . وفي لفظ : أشتهي كعكاً ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : من كان عنده خبز بر فيبعث إلى أخيه ثم قال :
إذا اشتهى مريض أحدكم شيئاً ، فليطعمه " .



ففي هذا الحديث سر طبي
لطيف ، فإن المريض إذا تناول ما يشتهيه عن جوع صادق طبيعي ، وكان فيه
ضرر ما ، كان أنفع وأقل ضرراً مما لا يشتهيه ، وإن كان نافعاً في نفسه
، فإن صدق شهوته ، ومحبة الطبيعة يدفع ضرره ، وبغض الطبيعة وكراهتها
للنافع ، قد يجلب لها منه ضرراً . وبالجملة : فاللذيذ المشتهى تقبل
الطبيعة عليه بعناية ، فتهضمه على أحمد الوجوه ، سيما عند انبعاث النفس
إليه بصدق الشهوة ، وصحة القوة ، والله أعلم .









فصل





في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الرمد بالسكون ، والدعة ، وترك
الحركة ، والحمية مما يهيج الرمد




وقد تقدم أن النبي صلى
الله عليه وسلم حمى صهيباً من التمر ، وأنكر عليه أكله ، وهو أرمد ،
وحمى علياً من الرطب لما أصابه الرمد .



وذكر أبو نعيم في كتاب
الطب النبوي : أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رمدت عين امرأة من
نسائه لم يأتها حتى تبرأ عينها .



الرمد : ورم حار يعرض
في الطبقة الملتحمة من العين ، وهو بياضها الظاهر ، وسببه انصباب أحد
الأخلاط الأربعة ، أو ريح حارة تكثر كميتها في الرأس والبدن ، فينبعث
منها قسط إلى جوهر العين ، أو ضربة تصيب العين ، فترسل الطبيعة إليها
من الدم والروح مقداراً كثيراً تروم بذلك شفاءها مما عرض لها ، ولأجل
ذلك يرم العضو المضروب ، والقياس يوجب ضده .






واعلم أنه كما يرتفع من
الأرض إلى الجو بخاران ، أحدهما : حار يابس ، والآخر : حار رطب ،
فينعقدان سحاباً متراكماً ، ويمنعان أبصارنا من إدراك السماء ، فكذلك
يرتفع من قعر المعدة إلى منتهاها مثل ذلك ، فيمنعان النظر ، ويتولد
عنهما علل شتى ، فإن قويت الطبيعة على ذلك ودفعته إلى الخياشيم ، أحدث
الزكام ، وإن دفعته إلى اللهاة والمنخرين أحدث الخناق ، وإن دفعته إلى
الجنب ، أحدث الشوصة ، وإن دفعته إلى الصدر ، أحدث النزلة ، وإن انحدر
إلى القلب ، أحدث الخبطة ، وإن دفعته إلى العين أحدث رمداً ، وإن انحدر
إلى الجوف ، أحدث السيلان ، وإن دفعته إلى منازل الدماغ أحدث النسيان ،
وإن ترطبت أوعية الدماغ منه ، وامتلأت به عروقه أحدث النوم
الشديد ، ولذلك كان النوم رطباً ، والسهر يابساً . وإن طلب البخار
النفوذ من الرأس ، فلم يقدر عليه ، أعقبه الصداع والسهر ، وإن مال
البخار إلى أحد شقي الرأس ، أعقبه الشقيقة ، وإن ملك قمة الرأس ووسط
الهامة . أعقبه داء البيضة ، وإن برد منه حجاب الدماغ ، أو سخن ، أو
ترطب وهاجت منه أرياح ، أحدث العطاس ، وإن أهاج الرطوبة البلغمية فيه
حتى غلب الحار الغريزي ، أحدث الإغماء والسكات ، وإن أهاج المرة
السوداء حتى أظلم هواء الدماغ ، أحدث الوسواس ، وإن فاض ذلك إلى مجاري
العصب ، أحدث الصرع الطبيعي ، وإن ترطبت مجامع عصب الرأس وفاض ذلك في
مجاريه ، أعقبه الفالج ، وإن كان البخار من مرة صفراء ملتهبة محمية
للدماغ ، أحدث البرسام ، فإن شركه الصدر في ذلك ، كان سرساماً ، فافهم
هذا الفصل .






والمقصود : أن أخلاط
البدن والرأس تكون متحركة هائجة في حال الرمد ، والجماع مما يزيد
حركتها وثورانها ، فإنه حركة كلية للبدن والروح والطبيعة . فأما البدن
، فيسخن بالحركة لا محالة ، والنفس تشتد حركتها طلباً للذة واستكمالها
، والروح تتحرك تبعاً لحركة النفس والبدن ، فإن أول تعلق الروح من
البدن بالقلب ، ومنه ينشأ الروح ، وتنبث في الأعضاء . وأما حركة
الطبيعة ، فلأجل أن ترسل ما يجب إرساله من المني على المقدار الذي يجب
إرساله .






وبالجملة : فالجماع
حركة كلية عامة يتحرك فيها البدن وقواه ، وطبيعته وأخلاطه ، والروح
والنفس ، فكل حركة فهى مثيرة للأخلاط مرققة لها توجب دفعها وسيلانها
إلى الأعضاء الضعيفة ، والعين في حال رمدها أضعف ما تكون ، فأضر ما
عليها حركة الجماع .



قال بقراط في كتاب
الفصول : وقد يدل ركوب السفن أن الحركة تثور الأبدان . هذا مع أن
في الرمد منافع كثيرة ، منها ما يستدعيه من الحمية والإستفراغ ، وتنقية
الرأس والبدن من فضلاتهما وعفوناتهما ، والكف عما يؤذي النفس والبدن من
الغضب ، والهم والحزن ، والحركات العنيفة ، والأعمال الشاقة . وفي أثر
سلفي : لا تكرهوا الرمد ، فإنه يقطع عروق العمى .






ومن أسباب علاجه ملازمة
السكون والراحة ، وترك مس العين والإشتغال بها ، فإن أضداد ذلك يوجب
انصباب المواد إليها . وقد قال بعض السلف : مثل أصحاب محمد مثل العين ،
ودواء العين ترك مسها . وقد روي في حديث مرفوع ، الله أعلم به : " علاج
الرمد تقطير الماء البارد في العين " وهو من أنفع الأدوية للرمد الحار
، فإن الماء دواء بارد يستعان به على إطفاء حرارة الرمد إذا كان حاراً
، ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لامرأته زينب وقد اشتكت
عينها : لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيراً لك
وأجدر أن تشفي ، تنضحين في عينك الماء ، ثم تقولين : " أذهب البأس رب
الناس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر
سقماً " . وهذا مما تقدم مراراً أنه خاص ببعض البلاد ، وبعض أوجاع
العين ، فلا يجعل كلام النبوة الجزئي الخاص كلياً عاماً ، ولا الكلي
العام جزئياً خاصاً ، فيقع من الخطأ ، وخلاف الصواب ما يقع ، والله
أعلم .






فصل





في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الخدران الكلي الذي يجمد معه البدن




ذكر أبو عبيد في
غريب الحديث من حديث أبي عثمان النهدي : أن قوماً مروا بشجرة
فأكلوا منها ، فكأنما مرت بهم ريح ، فأجمدتهم ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : " قرسوا الماء في الشنان ، وصبوا عليهم فيما بين الأذانين
" ، ثم قال أبوعبيد : قرسوا : يعني بردوا . وقول الناس : قد قرس البرد
، إنما هو من هذا بالسين ليس بالصاد . والشنان : الأسقية والقرب
الخلقان ، يقال للسقاء : شن ، وللقربة : شنة . وإنما ذكر الشنان دون
الجدد لأنها أشد تبريداً للماء . وقوله : بين الأذانين ،
يعني أذان الفجر والإقامة ، فسمى الإقامة أذاناً ، انتهى كلامه .



قال بعض الأطباء : وهذا
العلاج من النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل علاج هذا الداء إذا كان
وقوعه بالحجاز ، وهي بلاد حارة يابسة ، والحار الغريزي ضعيف في بواطن
سكانها ، وصب الماء البارد عليهم في الوقت المذكور ، - وهو أبرد أوقات
اليوم - يوجب جمع الحار الغريزي المنتشر في البدن الحامل لجميع قواه ،
فيقوي القوة الدافعة ، ويجتمع من أقطار البدن إلى باطنه الذي هو محل
ذاك الداء ، ويستظهر بباقي القوى على دفع المرض المذكور ، فيدفعه بإذن
الله عز وجل ، ولو أن بقراط ، أو جالينوس ، أو غيرهما ، وصف هذا الدواء
لهذا الداء ، لخضعت له الأطباء ، وعجبوا من كمال معرفته .



فصل







في هديه صلى الله عليه وسلم في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب ،
وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها




في الصحيحين
من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا وقع
الذباب في إناء أحدكم ، فامقلوه ، فإن في أحد جناحيه داء ، وفي
الآخر شفاء " .



وفي سنن ابن ماجه
عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أحد
جناحي الذباب سم ، والآخر شفاء ، فإذا وقع في الطعام ، فامقلوه ، فإنه
يقدم السم ، ويؤخر الشفاء " .



هذا الحديث فيه أمران :
أمر فقهي ، وأمر طبي ، فأما الفقهي ، فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على
أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع ، فإنه لا ينجسه ، وهذا قول جمهور
العلماء ، ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك . ووجه الإستدلال به أن
النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمقله ، وهو غمسه في الطعام ، ومعلوم أنه
يموت من ذلك ، ولا سيما إذا كان الطعام حاراً . فلو كان ينجسه لكان
أمراً بإفساد الطعام ، وهو صلى الله عليه وسلم إنما أمر بإصلاحه ، ثم
عدي هذا الحكم إلى كل ما لا نفس له سائلة ، كالنحلة والزنبور ،
والعنكبوت وأشباه ذلك ، إذ الحكم يعم بعموم علته ، وينتفي لانتفاء سببه
، فلما كان سجب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته ، وكان ذلك
مفقوداً فيما لا دم له سائل انتفى الحكم بالتنجيس لانتفاء علته .






ثم قال من لم يحكم
بنجاسة عظم الميتة : إذا كان هذا ثابتاً في الحيوان الكامل مع ما فيه
من الرطوبات ، والفضلات ، وعدم الصلابة ، فثبوته في العظم الذي
هو أبعد عن الرطوبات والفضلات ، واحتقان الدم أولى ، وهذا في غاية
القوة ، فالمصير إليه أولى .



وأول من حفظ عنه في
الإسلام أنه تكلم بهذه اللفظة ، فقال : ما لا نفس له سائلة ، إبراهيم
النخعي ، وعنه تلقاها الفقهاء - والنفس في اللغة : يعبر بها عن الدم ،
ومنه نفست المرأة - بفتح النون - إذا حاضت ، ونفست - بضمها - إذا ولدت
.



وأما المعنى الطبي ،
فقال أبو عبيد : معنى امقلوه : اغمسوه ليخرج الشفاء منه ، كما خرج
الداء ، يقال للرجلين : هما يتماقلان ، إذا تغاطا في الماء .






واعلم أن في الذباب
عندهم قوة سمية يدل عليها الورم ، والحكة العارضة عن لسعه ، وهي بمنزلة
السلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه، اتقاه بسلاحه ، فأمر النبي صلى الله
عليه وسلم أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر
من الشفاء ، فيغمس كله في الماء والطعام ، فيقابل المادة السمية المادة
النافعة ، فيزول ضررها ، وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم ،
بل هو خارج من مشكاة النبوة ، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق
يخضع لهذا العلاج ، ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق ،
وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية .



وقد ذكر غير واحد من
الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعاً
بيناً ، وسكنه ، وما ذاك إلا للمادة التي فيه من الشفاء ، وإذا دلك به
الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى شعرة بعد قطع رؤوس الذباب ، أبرأه
.



فصل



في هديه صلى الله عليه
وسلم في علاج البثرة



ذكر ابن السني في كتابه
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " دخل علي رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد خرج في أصبعي بثرة ، فقال : عندك ذريرة ؟ قلت : نعم
. قال : ضعيها عليها وقولي : اللهم مصغر الكبير ، ومكبر
الصغير، صغر ما بي " .



الذريرة : دواء هندي
يتخذ من قصب الذريرة ، وهي حارة يابسة تنفع من أورام المعدة والكبد
والإستسقاء ، وتقوي القلب لطيبها ، وفي الصحيحين عن عائشة
أنها قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذريرة في حجة
الوداع للحل والإحرام .



والبثرة : خراج صغير
يكون عن مادة حارة تدفعها الطبيعة ، فتسترق مكاناً من الجسد تخرج منه ،
فهي محتاجة إلى ما ينضجها ويخرجها ، والذريرة أحد ما يفعل بها ذلك ،
فإن فيها إنضاجاً وإخراجاً مع طيب رائحتها ، مع أن فيها تبريداً
للنارية التي في تلك المادة ، وكذلك قال صاحب القانون :
إنه لا أفضل لحرق النار من الذريرة بدهن الورد والخل .






فصل





في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الأورام ، والخرجات التي تبرأ
بالبط والبزل




يذكر عن علي أنه قال :
دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعوذه بظهره ورم ،
فقالوا : يا رسول الله ! بهذه مدة . قال : بطوا عنه ، قال
علي : فما برحت حتى بطت ، والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد .



ويذكر عن أبي هريرة ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر طبيباً أن يبط بطن رجل أجوى البطن ،
فقيل : يا رسول الله : هل ينفع الطب ؟ قال : " الذي أنزل الداء ، أنزل
الشفاء ، فيما شاء " .



الورم : مادة في حجم
العضو لفضل مادة غير طبيعية تنصب إليه ، ويوجد في أجناس الأمراض كلها ،
والمواد التي تكون عنها من الأخلاط الأربعة ، والمائية ، والريح ، وإذا
اجتمع الورم سمي خراجاً ، وكل ورم حار يؤول أمره إلى أحد ثلاثة أشياء :
إما تحلل ، وإما جمع مدة ، وإما استحالة إلى الصلابة . فإن كانت القوة
قوية ، استولت على مادة الورم وحللته ، وهي أصلح الحالات التي يؤول حال
الورم إليها ، وإن كانت دون ذلك ، أنضجت المادة ، وأحالتها مدة بيضاء ،
وفتحت لها مكاناً أسالتها منه . وإن نقصت عن ذلك أحالت المادة مدة غير
مستحكمة النضج ، وعجزت عن فتح مكان في العضو تدفعها منه ، فيخاف على
العضو الفساد بطول لبثها فيه ، فيحتاج حينئذ إلى إعانة الطبيب بالبط ،
أو غيره لإخراج تلك المادة الرديئة المفسدة للعضو .



وفي البط فائدتان :
إحداهما : إخراج المادة الرديئة المفسدة .



والثانية : منع اجتماع
مادة أخرى إليها تقويها .



وأما قوله في الحديث
الثاني : " إنه أمر طبيباً أن يبط بطن رجل أجوى البطن " ، فالجوى يقال
على معان منها : الماء المنتن الذي يكون في البطن يحدث عنه الإستسقاء .



وقد اختلف الأطباء في
بزله لخروج هذه المادة ، فمنعته طائفة منهم لخطره ، وبعد السلامة معه ،
وجوزته طائفة أخرى ، وقالت : لا علاج له سواه ، وهذا عندهم إنما هو في
الإستسقاء الزقي ، فإنه كما تقدم ثلاثة أنواع : طبلي ، وهو الذي ينتفخ
معه البطن بمادة ريحية إذا ضربت عليه سمع له صوت كصوت الطبل ، ولحمي :
وهو الذي يربو معه لحم جميع البدن بمادة بلغمية تفشو مع الدم في
الأعضاء ، وهو أصعب من الأول ، وزقي : وهو الذي يجتمع معه في البطن
الأسفل مادة رديئة يسمع لها عند الحركة خضخضة كخضخضة الماء في الزق ،
وهو أردأ أنواعه عند الأكثرين من الأطباء . وقالت طائفة : أردأ أنواعه
اللحمي لعموم الآفة به .



ومن جملة علاج الزقي
إخراج ذلك بالبزل ، ويكون ذلك بمنزلة فصد العروق لإخراج الدم الفاسد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rimah tomas
صاحب الحضور
rimah tomas


هديه صلى الله عليه وسلم *******

انثى

الفأر
عدد المساهمات : 2545
نقاط : 3350
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 23/12/2011

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء 29 مايو 2012, 6:35 pm

smiles smiles
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصراوية 111
مشرفة اقسام الكشف والروحانيات
مشرفة اقسام الكشف والروحانيات
مصراوية 111


هديه صلى الله عليه وسلم *******

انثى

الماعز
عدد المساهمات : 3697
نقاط : 4572
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 17/01/2012
العمل/الترفيه مساعدة الاخرين
المزاج : 100 فل و14

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 01 يونيو 2012, 2:40 pm

شكرا يا عسل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريبة الدار
مشرفة اقسام المحبة والمجربات
مشرفة اقسام المحبة والمجربات
غريبة الدار


هديه صلى الله عليه وسلم *******

انثى

الكلب
عدد المساهمات : 3267
نقاط : 4594
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 09/11/2011
المزاج : الحمد لله

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت 09 يونيو 2012, 8:52 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hada alomer
صاحب الحضور
hada alomer


هديه صلى الله عليه وسلم *******

انثى

الكلب
عدد المساهمات : 1215
نقاط : 1523
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 28/02/2012

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 10 يونيو 2012, 3:12 am

smiles
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أروى
نائب المدير
نائب المدير
أروى


هديه صلى الله عليه وسلم Images?q=tbn:ANd9GcR7mablgAblDpPCH7TCRwXtnPpHecerpQAHwnFtaFD9I2SGQOU1WA

هديه صلى الله عليه وسلم Images?q=tbn:ANd9GcRHqV9RHC3VzOniV5sc6QONKHwLkhin5zwJyosXgS40zq-inI5oWw

هديه صلى الله عليه وسلم 081229103547LJxn



انثى

الفأر
عدد المساهمات : 5010
نقاط : 6688
السٌّمعَة : 111
تاريخ التسجيل : 09/01/2011
المزاج : عااااااااااااااااالي

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين 11 يونيو 2012, 10:54 am

يعطيك الف عافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aicha
اداري متميز
aicha


هديه صلى الله عليه وسلم *******

انثى

الماعز
عدد المساهمات : 543
نقاط : 536
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 29/11/2011

هديه صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم   هديه صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 03 أكتوبر 2012, 1:45 pm

merciii
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هديه صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في هديه صلى الله عليه وسلم في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب
» سن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم حين زواجهن منه صلى الله عليه وسلم
» في هديه صلوات الله عليه في علاج الكرب و الهم و الغم و الحزن
»  اهل الصّفة...الفقراء الأمراء ...أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : /
»  كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم الاكتئاب بالشعير ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى وردة الجوري للعلاج بالطاقة والتنمية البشرية  :: العلوم والمعرفة :: ابواب الشفاء-
انتقل الى: