اسم الله القدوس

بسم الله الرحمن الرحيم
القدوس في اللغة:
• المبارك المطهر من النقائص والعيوب.
• المنزه عن الصاحبة والأولاد والأنداد.
• الموصوف بصفات الكمال.
• القدس: الطهارة، ومنه سمي: « بيت المقدس » أي: البيت المطهر، أو المكان الذي يُتَطهَّر به من الذنوب.
• «روح القدس» هو جبريل عليه السلام معناه روح الطهارة ، أي : خُلِقَ من طهارة محضة ولأنه ينزل بالقُدْس من الله ، أي : بما يُطَهِّر به نفوس العباد وهو القرآن والحكمة.
• وفي تسمية الله نفسه بالقدوس دعوة منه العباد إلى تقديسه.

أما اسم الله القدوس ماذا يعني ؟
• هو القدوس من جميع الوجوه، منزه عن كل نقص من جميع الجهات، مُبرأ من كل عيبٍ، وقدسية الله جل جلاله قدسية دائمة لم يسبق وجودها عدم ولا دنس، ولا يلحقها نقص ولا خلل وليس لها نهاية ولا فناء .
• لو تحرينا أوجه التقديس لله عز وجل ما استطعنا أبدًا ولا أحصيناها لأنها لا نهاية لها, فقد قال النبي لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ( رواه مسلم
• الله سبحانه منزه عن النقائص و موصوف بكل كمال، وصفات الكمال هي ما وصف به نفسه سبحانه في كتابه أو ما وصفه به رسوله


﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ * ﴾ ( سورة الإخلاص )
﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾ ( سورة مريم )
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ ( سورة الشورى : 11)


و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
تطبيق شرعه
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾
( سورة البقرة: 30 )
وتقديس الله بمعنى واحد، وأفضل ما يمكن تقديس الله به هو عبادته بما جاء في شرعه من كتابه وسنة رسوله بالعقائد الصحيحة والأقوال الطيبة والأعمال الصالحة، وهذا ما ارتضاه الله لنفسه من خلقه.

تطهير القلوب
• فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ) إن اللَّه لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ( مسند أحمد.
• ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ ( سورة الشعراء: 88-89).
• أمراض القلب: الغل والحقد والحسد والعجب والكبر والرياء وما إلى ذلك من الأمراض القلبية المهلكة .

كل أمراض الجسد تنتهي عند الموت، أما أمراض القلب فهي تبدأ عند الموت

تزكية النفس
التزكية كلمة عامة تشمل التطهر من كل درن ظاهر أو باطن.
• تزكية ظاهره من إطلاق لسانه وجوارحه في العدوان على عباد الله عز وجل، فلا يغتاب أحدا، ولا ينم عن أحد، ولا يسب أحدا، ولا يعتدي على أحد بضرب أو جحد مال.
• تزكية باطنه من الشرك بالله عز وجل، ومن الشك، ومن النفاق، ومن العداوة للمسلمين والبغضاء، وغير ذلك مما يجب أن يتطهر القلب منه.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ ( سورة الشمس: 9)
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ ( سورة الأعلى: 14)

دعاء الله باسمه القدوس
• عن عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول الله كان يقول في ركوعه وسجوده : ( سُبُّوح قدوسٌ رب الملائكة والروح ) صحيح مسلم.
• جاء في حديث أُبي بن كعب قال : ( كان رسولُ الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ، وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ، فإذا سلم قال : سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ) صحيح ابن حبان

من عرف اسم القدُّوس لا يتذلل لمخلوق بهذه النفس التي تقدست وتطهرت بمعرفة الله عز وجل
فلم يقدسه من أساء الظن به وظن أنه خاذله
ولم يقدسه من لم يثق بوعده
ولم يقدسه من ظن أنه ظلمه أو بخسه رزقه وحقه
ولم يُقدِّس اللهَ من شبّهه بخلقه أو نفى عنه أسماءه وصفاته
ولم يقدسه من لم يجد للإيمان حلاوة في قلبه ونورًا في صدره بتقديسه ربه، وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي استصغر من وجده كل نعيم دنيوي .